Chermine

Gebran TUENI

Home
About Me
My Resume
My Pictures
My Pictures 2
BaBy ChErMy
My Family
My Friends!
My 19th Brithday
Gebran TUENI ( In English)
Gebran TUENI ( In Arabic)
4th article For GEBRAN TUENI
The 3rd Article In ANNAHAR " Ka2idon Sayazkourahou Al Tarikh"
The 2nd Article in ANNAHAR Newspaper " Gharibon Amrouki Ayyatouha Al Kouwwa"
The 1st Article In ANNAHAR Newspaper "Al Cham3a Intafa2at Wal Masir Fi Mahab Al Ri7"
Favorite Links
Contact Me

logo.jpg

جبران غسان تويني.

من مواليد 15 ايلول 1957 – الاشرفية.

الجنسية: لبنانية.

متزوج بالسيدة سهام عسيلي.

له 4 بنات.

الدراسة والاختصاص:

1992: CEDEP-INSEAD (فونتنبلو – فرنسا).

1977 - 1980: المدرسة العليا للصحافة (باريس ) مجاز في الصحافة .

1977 – 1980: المدرسة العليا للدراسات الدولية مجاز في العلاقات العامة.

 

النشاط المهني:

- رئيس مجلس إدارة والمدير العام لجريدة "النهار" منذ شهر كانون الثاني 2000 .

- المدير العام لجريدة "النهار" (1993-1999) ولمجلة "نون" الشهرية باللغة الفرنسية من العام 1997-2002.

- المدير العام ورئيس تحرير المجلة الأسبوعية "النهار العربي والدولي" (1979-1990) وكاتب الافتتاحية فيها.

- محاضر وضيف دوري لبرامج في الإذاعة و التلفزيون (حلقات سياسية).

- أعدّ وقدّم برامج تلفزيونية سياسية .

 

النقابات والتجمعات:

- عضو في نقابة الصحافة اللبنانية .

- عضو في الـ "WAN" ( الاتحاد الدولي لناشري الصحف) منذ العام 1990 .

- عضو في "صندوق دعم حرية الصحافة في العالم " الذي انبثق من الـ"WAN"عام 1994.

- مستشار رئيس الاتحاد العالمي للصحف لقضايا الشرق الأوسط.

- عضو في الـ " IAA " (المؤسسة الدولية للإعلان ).

- عضو في نقابة الصحافة الأسبوعية (باريس).

- الأمين العام للجبهة اللبنانية (1990).

- مؤسس " حركة دعم التحرير" (1989).

- عضو في الجبهة اللبنانية (1986 – 1989).

- عضو في لقاء قرنة شهوان (2000) والمعارضة اللبنانية.

رياضات و هوايات:

ركوب الخيل، السباحة، قيادة الزوارق البحرية، قيادة الطائرات، قراءة، موسيقى.

 

لم تكن طفولة جبران تويني سهلة. كانت شقيقته وصديقة الطفولة نايلة تكبره بسنة واحدة عندما اختطفها المرض " كنت في السابعة من عمري، اذكر أنّ والدتي ووالدي تأثرا كثيرا، لم أكن أعرف ماذا حصل لها ولم اختفت، قيل لي إنها سافرت. ومع مرور الوقت فهمت لوحدي". بضعة أعوام مرّت وغرفة الشقيقة مقفلة والحزن مخيّم على المنزل الوسيع في بيت مري، الى أن ولد مكرم الذي أدخل البسمة من جديد الى العائلة الصغيرة. الطفولة الشقية التي عاشها جبران ترافقت مع حوادث مرّة ضربت عائلته، بدأت بموت نايلة ولم تنته مع مرض الوالدة الطويل الذي استمرّ بين عامي 1965 ولغاية وفاتها عام 1983.

إرتبط جبران بعلاقة وطيدة مع والدته ناديا، في المقابل كانت علاقته بوالده علاقة احترام تحكمها الهرمية العائلية، "كنا نراه أيام الويك أند فحسب، بسبب انشغالاته الكثيرة".

لكنّ المراهق لم يتسلل الى الجوّ الشعري لوالدته إلا حين توفّيت، فهو لم يكن ينظر اليها كشاعرة مرموقة باللغة الفرنسية بل كأمّه فحسب. " لم تجعلنا مرّة نشعر بالضعف أو بالخوف، كانت تواجه المرض بكثير من الشفافية والرأس المرفوع والكبرياء، بقيت توزع بسمتها في أرجاء المنزل. أذكرها تكتب ليلا. لا يمكننا معرفة قيمة الشخص إلا بعد فقده". عام 1983 غادرت ناديا تويني هذه الحياة، وما لبث أن لحق بها نجلها الأصغر مكرم.

كان جبران يجلس في مستشفى فرنسي متضرعا لله وللقديسين ليشفعوا بشقيقه، لكن ما لبث أن وقع الخبر كالصاعقة. رحل مكرم إبن الحادية والعشرين عام 1987 في حادث سير مروع، وزرع الحزن العميق في قلب الوالد غسان الذي لم يعد لديه سوى إبنه جبران. وكان مكرم لم يرضخ لرغبة شقيقه الأكبر في العودة الى لبنان، إذ اعتبر أنه اختطف منه والدته. وكان مكرم "صغير العائلة"، عاش مع والديه في نيويورك في شقة صغيرة جعلته أكثر التصاقا بوالديه، فيما كان جبران يتابع دراسته لوحده في باريس منذ العام 1976 حيث تخصّص في الصحافة وفي العلاقات الدّولية.

صحيح أن الاتصالات واللقاءات ظلّت قائمة مع الوالد الذي كان يشغل منصب مندوب لبنان لدى الأمم المتحدة، لكنّ خاله مروان حماده وجدّه لوالدته محمد علي حمادة كانا دائما الى جانبه في المواقف الصعبة وحين يكون غسان تويني منشغلا بقضايا لبنان التي لا تنتهي.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

كان همّ جبران منذ بداياته، إضافة الى فخره الكبير بأنه إبن غسّان تويني القامة الإستثنائية، أن يبني لنفسه شخصيّة كاملة المواصفات "أردت أن أثبت قدراتي المهنية فأسّست "النهار العربي والدّولي" وأعطيتها شيئا من شخصيتي ومن لوني، شعرت أنه في "النهار" لن أبرز بل من الممكن أن تدهسني" .

لكنّ تدرّجه كان في "النهار" "بدأت بتنظيف المطابع عند عمّي وليد، ثم شرعت في الكتابة في صفحة الطلاب، ثم عملت في قسم الإشتراكات، وفي باريس كتبت المقابلات ونظمت طاولات مستديرة". وماذا إذا اختارت ابنته نايلة، التي بدأت باكورة كتاباتها في "النهار"، رسم خط مستقل عنه كما فعل سابقا؟ جواب سريع: "فلتفعل، إذا كانت مقتنعة بما تقوم به".  جواب أكثر هدوءا:  "يبقى الولد في نظر أهله ولدا. أشعر اليوم بما شعر به والدي في السابق وأدرك أن لا عمر للأولاد. واللافت أنك لا تشعر بأنهم كبروا إلا حين تتعرف الى أصدقائهم، تشعر بالعمر، تنقز...هذا ما أشعر به اليوم حين أشاهد اصدقاء نايلة".

عمل جبران تويني منذ تسلّمه "النهار" عام 2000 على الحفاظ على الديموقراطية والتنوع في المنابر، وظهر الأمر جليا في الردود التي تنشر في بريد القراء ومنها ما يهاجمه، لكن "لم أسمح يوما باستخدام الصحيفة للدفاع عن السياسة السورية على حساب سيادة لبنان".

كوادر كثيرة من "النهار" تركتها للعمل في الخارج بسبب عروض أفضل قدّمت اليها، لا سيما ماديا، هذا الأمر استمرّ في عهد جبران تويني. ألا يعني ذلك بأن الجريدة تخسر طاقاتها؟ يجيب: "جريدة "النهار" لم ترد يوما الوقوف في وجه نجاح أحد، والصحيفة كالجامعة يدخلها أناس ويخرج آخرون".

يحاول تويني جاهدا اليوم تحويل الصحيفة مؤسسة مستمرة لا ترتبط بأي شخص "ستبقى "النهار" جريدة تمثل التنوع، تواكب العصر حاملة رسالة اساسية كمنبر للديموقراطية والحق والحقيقة، أريدها أن تكمل من بعدي، لذا أسعى الى إرساء مؤسسة وليس جريدة شخص".

 
 

حالم كبير وثائر لا يلجمه خطر ولا خوف

جبران تويني: لست أفضل من أصدقائي الذين سبقوني

 
 

قبل أقل من شهر، وتحديدا عشية عيد الإستقلال، كان آخر حديث أدلى به شهيد الحرية "الشاب الأبدي" جبران تويني الى الزميلة مارلين خليفة في منزله في بيت مري. كان من المفترض أن ينشر هذا اللقاء في كتاب ضمن مجموعة بورتريهات لشخصيات، فإذا بشهيد الحرية يأبى إلا أن يكون حديثه الأخير "مانشيت" صباحية لـ"النهار" التي أحبها حتى الموت.

بين جبران تويني الصحافي وجبران تويني النائب تغلب الصفة الأولى الثانية وتتخطاها بأشواط. صاحب الشباب الدّائم، المعجون بثقافة الحرية، منح البرلمان اللبناني منذ انتخابه صيف 2005 نضارة تنبثق من شخصيّته المليئة بالتحدّي والغنية بتركيبتها وبخبراتها وبتوقها المستمر الى التجريب، وبتمرّد حادّ.

هكذا هو جبران تويني: حالم كبير، صحافي يواكب الحداثة، سياسي ثائر لا يلجمه خطر، إنسان "أوريجينال" في كلّ شيء. حتى في خطبته طلب يد زوجته سهام عبر الميكروفون! يصعب أن تلتقط انفعالاته أو خجله الذي يخبئه  بالسخرية. قدري، مؤمن، أرثوذكسي بإستقامته، وماروني ومسلم ودرزي في تحالفاته. سريع البديهة، "جوابه "مبكّل"، موهوب في مواجهة الأسئلة المحرجة ويتمتّع بقدرة عجيبة على شهرها سلاحا في وجه سائلها. دقيق الملاحظة، ومباشر في كتاباته وفي تعابيره.

مراهق دائم وطفل كبير. هذا هو الإنطباع الذي يتكوّن لدى من يتعرّف الى جبران تويني، الأنيق برصانة، على رغم  نضج عميق هو نتيجة خبرات الحياة ومآسيها وأفراحها

 
 
 

تمكنوا منه بالجسد فمزقته سيارة  مفخخة ترصدته وهو ينتقل من منزله في  بيت مري الى مبنى "النهار" في وسط بيروت. وتمكنوا من مرافقيه الشهيدين اندره مراد ونقولا فلوطي. وتمكنوا من اصابة "النهار" بفاجعة صاعقة. لكنهم لم يتمكنوا من جبران تويني الرمز والصوت الصارخ وروح الحرية والتحرر والحداثة، وفارس الصحافة المقدامة والمواقف التي لا تعرف "الرمادي" ولا  النصف نصف، ولا المسايرة ولا المداهنة، ولا الرياء.

جبران تويني الشهيد لم يمت،  و"النهار" مستمرة. هذا هو الرد على الرسالة  القاتلة، الرسالة الارهابية.

في كل لبنان كما في سائر العالم احدثت الصدمة المفجعة دوياً مضاعفاً. من جهة جبران تويني هو ما هو رمز من رموز الحريات ووجه لبناني يرمز الى توق شباب لبنان الى القيم التي جسّدها في شخصه. ومن جهة اخرى  فاضت كأس الارهاب والقتل والاجرام والاستهداف فضج العالم للمسلسل المتمادي يأكل ضحية تلو اخرى منذ محاولة  اغتيال مروان حماده الى اغتيال جبران تويني.

لم تبق دولة الا وسارعت، على ألسنة زعمائها ورؤسائها ومسؤوليها، الى ادانة الجريمة، ثم توجت الضجة  العالمية بانعقاد مجلس الامن الدولي ليلا بتوقيت بيروت في جلسة مشاورات لم تكن مقررة في جريمة اغتيال جبران تويني مصدرا على الاثر بيانا دان فيه "بأشد العبارات" هذا الاغتيال.

لم يكن الصدى اللبناني اخف وطأة،اذ فجر اغتيال  جبران تويني غضبة شعبية عارمة فشهدت شوارع بيروت تظاهرات فورية طوال النهار واحاط المتظاهرون بمبنى "النهار" حتى الليل.

وانطلقت  النداءات والدعوات الى الاقفال العام اليوم، استعدادا لمراسم الجنازة الكبرى التي ستجرى غدا،  وتنطلق من قلب بيروت.

ولم يقتصر الامر على الغضبة الشعبية  والشبابية خصوصا، بل امتدت مفاعيل الاغتيال الى قلب الحكومة، وللمرة الاولى حسم الرد  بالتصويت. واتخذ مجلس الوزراء في جلسة امتدت لأكثر من ثلاث ساعات قرارا بالطلب من الامم المتحدة انشاء محكمة ذات طابع دولي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. كما طلب من مجلس الامن توسيع لجنة التحقيق الدولية او انشاء لجنة مستقلة للتحقيق لمساعدة السلطات اللبنانية في اجراء التحقيقات في كل جرائم الاغتيال ومحاولات الاغتيال نظرا الى الترابط الواضح في ما بينها. ولكن الرد الحكومي تسبب بخروج وزراء "أمل" و"حزب الله" من الجلسة وتعليق مشاركتهم فيها للعودة الى مراجعهم.

 
 

مئات الألوف في أضخم حشد منذ 14 آذار وسط مشاركة وطنيــة شاملة

"انتفاضة القسَم" في وداع جبــران توينـي

غسـان تويني: لا للانتقام ولندفن كل الأحقـاد

 

في يوم الوداع الكبير أبى جبران تويني الاّ ان يوقظ "الانتفاضة"، انتفاضة 14 آذار، ففجرّ بصوته الذي ظلّ يصدح بقسم لبنان الجديد حتى طوى جسده وجسدي مرافقيه التراب في ارض الاشرفية، "انتفاضة القسم".

لم يقتصر يوم الوداع الكبير على مئات الألوف الذين انهالوا في شلال بشري هو الاضخم منذ 14 آذار. بل كانت كلمة غسان تويني في كاتدرائية القديس جاورجيوس في وسط العاصمة، وامام النعوش الثلاثة للشهداء جبران تويني واندره مراد ونقولا فلوطي ذات دوي في حجم الفاجعة واكثر، اذ دعا فيها الى "لا انتقام ولا حقد ولا دم" والى ان ندفن مع جبران الاحقاد كلها والكلام الخلافي" (النص في مكان آخر).

وقد استعادت بيروت مشهد اكبر حشد شعبي منذ 14 آذار، اذ قدر المشاركون في جنازة جبران ومرافقيه بما يتجاوز الـ300 الف شخص، وفق "وكالة الصحافة الفرنسية" فيما قدرت اوساط محلية الحشود بما يقارب النصف مليون شخص مع احتساب الحشود التي  انتظرت موكب النعوش الثلاثة في الاشرفية وساحة النجمة.

وطافت الحشود بالنعوش من الاشرفية الى مبنى "النهار" في وسط العاصمة الى ساحة النجمة فالكنيسة، وسط مشاركة جميع القوى والاحزاب والطوائف، من مختلف المناطق اللبنانية التي عمها من الجنوب الى الشمال مرورا بالبقاع والجبل والعاصمة اقفال تام وحداد شامل.

وعقد مجلس النواب جلسة قبيل وصول نعش النائب الشهيد توالى فيها على رثائه نحو 15 نائبا تقدمهم رئيس المجلس نبيه بري. واكتسبت كلمة الوزير مروان حماده وقعا مختلفاً حين اثار جملة  تساؤلات عن اغتيال الرؤساء والقادة والسياسيين والصحافيين ليصل الى السؤال: "كيف نسكت على نظام استبدادي معتد على لبنان في سعيه الى الاستقلال والسيادة والعلاقات المميزة؟".

 
وعد وقَسَمٌ
 
 
 

كان يمكن جبران تويني ان يختار الطريق السهل، لكنه أبى.

ففي زمن الاستكانة والتبعية وتعفير الجباه، اختار الطريق الصعب، طريق الشجاعة والجسارة والصراحة والعنفوان، لا يهادن، لا يساوم، لا يتنازل، لا يتساهل، لان خياره كان وعداً لشباب لبنان، وكان قسماً في ساحة 14 آذار.

قتلوه؟

لا، شُبِّه لهم.

فمن مثله وضع قلبه على لسانه، ونذر نفسه لوطنه ولمواطنيه، لا تقتله متفجرات الحقد المريض، والعمالة الذليلة، ومكائد المتربصين بالبلد الصغير ولكن الأبي، الشامخ شموخ حرمون، الهازئ بزارعي الرياح، أولئك الذين لا بد ان يحصدوا العواصف، ولو طال الانتظار.

خنقوا الديك؟

لا، شهوة اشتهوه.

فديك كهذا الديك يصيح كلما طلع النهار منذ اثنتين وسبعين سنة، ليس طيراً يسهل صيده ونتفه او تدجينه، بل سيبقى صيّاحاً، صداحاً، يوقظ النيام،  وينبه الملتوين، ويشحذ الهمم، ويضرب المثل بالصدق والصفاء والنقاء والمحبة، والتسامح والغفران والأمل.

جبران تويني باقٍ.

لبنان باق.

واللبنانيون باقون، كلما سقط منهم شهيد قام شهيد.

هذا هو الوعد.

أما القسم، فهو هذا الذي أداه جبران تويني في ساحة 14 آذار:

"نقسم بالله العظيم

ان نبقى موحدين

مسلمين ومسيحيين

الى أبد الآبدين

دفاعاً عن لبنان العظيم".

g.jpg

Gebran's OATH AS MP3:

click here to download file

Gebran's OATH AS VIDEO

click here to download video

 

متى تعود دمشق الى رشدها ؟

بين مسرحية هسام هسام في دمشق، واستعراض فاروق الشرع في برشلونة، يحاول النظام الامني السوري مرة جديدة كسب الوقت من اجل الالتفاف على المجتمع الدولي والتهرب من محاكمته ومحاسبته في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

ولقد اعتاد لبنان طوال عهد الوصاية السورية عليه سياسة التهديد والترغيب التي كانت تمارسها دمشق.

فسياسة الكلام المعسول من جهة والسيارات المفخخة والاغتيالات من جهة اخرى، كانت ولا تزال احدى ثوابت دمشق في لبنان.

وقبل ان يجف حبر خطاب الرئيس بشار الاسد الذي اعلن فيه صراحة الحرب على لبنان، في محاولة منه لاسقاط نظامه الاستقلالي، كان الوزير الشرع "يبيع" الرئيس فؤاد السنيورة كلاما ردده اكثر من مئتي مرة حول مزارع شبعا. ولقد اصبح هذا الكلام، لكثرة تكراره، بمثابة شيك بلا رصيد لا يصرف الا في مصارف النظام الامني السوري المفلس اصلا في كل شيء.

ولا لزوم هنا للتذكير بأن اعتراف سوريا بلبنانية مزارع شبعا يحتاج الى اكثر من موقف لوزير خارجيتها.

فالمطلوب، ونكررها للمرة الالف، وثيقة رسمية من الحكومة السورية موقعة ومختومة رسميا وموجهة الى الدولة اللبنانية والى الامم المتحدة، تعلن بوضوح اعتراف سوريا بسيادة لبنان على مزارع شبعا، مع تحديد جغرافي لتلك المزارع من خلال ترسيم رسمي للحدود اللبنانية – السورية ترسله الدولتان الى الامم المتحدة التي عليها ان تتخذ في هذا الشأن الاجراءات اللازمة التي تفرضها القوانين والانظمة الدولية للاعتراف بلبنانية المزارع.

كذلك لا لزوم للتذكير هنا بموقف سوري آخر مناقض لموقف الشرع، يدخل ايضا في لعبة مزدوجة هدفها كسب الوقت، ونعني بذلك موقف رئيس الحكومة السورية ناجي العطري الذي ارسل كتابا الى الرئيس السنيورة يوافق فيه على ترسيم الحدود بدءا من الشمال، باستثناء مزارع شبعا، بالطبع، لتبقى كالعادة اداة ابتزاز ونزف في يد النظام الامني السوري الذي لا يريد حلا حقيقيا، ولا اعترافا بلبنانية المزارع، وهو الذي يرفض اصلا مبدأ الاعتراف بلبنانية لبنان!

ويا ليت الشرع احضر معه الى برشلونة رسالة من رئيس حكومته تلغي الرسالة الاولى، وسلمها الى الرئيس السنيورة مع تصريحه.

ومن السخرية ان "نسكر" بكلام الشرع المعسول، مع ان لبنان كان ولا يزال يفتش دائما عن المواقف السورية الايجابية لاستثمارها في تصحيح الخلل القائم في العلاقات الثنائية بين البلدين.

وكنا نتمنى ان يوجه الوزير الشرع اعتذاراً علنياً باسمه وباسم رئيسه الدكتور بشار الاسد عن الكلام المهين الذي وجهه الاخير الى رئيس حكومة لبنان والى مجلسه النيابي والى الشعب اللبناني بأكمله، قبل ان يبدأ أي حوار مع الرئيس السنيورة الذي وصفه الرئيس السوري بـ"العبد المأمور عند عبد مأمور"!

وكيف يريدنا الوزير الشرع ان نرتاح الى كلامه المعسول ساعة يشنّ نظامه الامني في دمشق حملة مدروسة ومركّزة – مع انها سخيفة وبدائية – ضد لبنان ولجنة التحقيق الدولية عبر مسرحية هزلية مضحكة مبكية بطلها عميل للمخابرات السورية كان يعمل في لبنان ومهمته الوحيدة بث الاكاذيب، ومحاولة تضليل التحقيق الدولي، فاضحا بشكل علني الاهداف العدوانية الحقيقية للنظام الامني السوري حيال لبنان.

وكان واضحاً ان الحملة السورية المدروسة والمستمرة، بواسطة الاعلام الرسمي المرتبط بالمنظومة المخابراتية، تحمل في طياتها رسالة صريحة عبّر عنها النائب وليد جنبلاط وهي ان سوريا قد تحاول مرة جديدة ضرب الاستقرار في لبنان بواسطة اعمال عنف وارهاب اعتادها الشعب اللبناني، ترافقها عملية خداع كبرى بطلها فاروق الشرع وكلامه المعسول حول صفحة جديدة تفتحها سوريا مع لبنان.

وهذه الازدواجية السورية يحاول نظام دمشق تطبيقها ايضاً على المستوى الدولي من خلال محاولته ضرب صدقية لجنة ميليس والتشكيك المسبق في نتائجها، قبل مثول المتهمين السوريين امامها في فيينا.

وكل ذلك كالعادة من خلال اوركسترا مخابراتية هدفها كسب الوقت وضرب الاستقرار في لبنان والعودة اليه بالدم والنار والدمار بواسطة من تبقى من عملاء لهذا النظام.

ان هذا السيناريو القديم – الجديد لن ينال من القرار اللبناني الوطني بالتمسك اكثر من اي وقت مضى بمعرفة الحقيقة في اغتيال الرئيس الحريري، وبتحصين سيادتنا واستقلالنا من خلال تعزيز وحدة مجتمعنا وانقاذه من فلول عهد الوصاية والاحتلال الذي ذهب الى غير رجعة.

ونقول للنظام الامني السوري، بطل اخراج المسرحية الجديدة "لغوار الطوشة" كما وصفها الوزير مروان حماده: في مقابل شهادته الكاذبة المزيفة بواسطة عميله الرخيص، هناك شعب بكامله مستعد لأن يدلي بشهادته امام العالم وليس فقط امام لجنة تحقيق دولية، شهادة للتاريخ تفضح كل الجرائم التي ارتكبها هذا النظام في لبنان، بحق شعبه الذي وصفه الرئيس الاسد في خطابه العدائي بـ"ناكر الجميل". اذ لو كان اللبنانيون ناكرين للجميل السوري، ومعهم دولتهم لطالبوا سوريا بتعويضات عن الخراب والدمار واللذين الحقهما بهم نظام دمشق فضلاً عن القتلى والجرحى والمسجونين والمفقودين الذين يسأل عنهم نظام الوصاية السوري، عدا السرقات والصفقات والعمولات والابتزاز التي فرضها هذا النظام على اللبنانيين ودولتهم طوال فترة احتلاله بلدهم.

ان طيبة قلب اللبنانيين والبعض يقول خوفهم في مرحلة ما، جعلتهم يسكتون. ولكن اذا ما تحرك الشعب اليوم للشهادة امام لجنة تحقيق دولية عن الجرائم والارتكابات السورية في لبنان، لتحولت محاكمة الكبار في دمشق "نورمبرغ" جديدة يمثل الادعاء فيها ورثة كمال جنبلاط وبشير الجميل والمفتي حسن خالد ورنيه معوض ومحمد شقير وناظم القادري وسليم اللوزي، وصولاً الى ورثة الرئيس الحريري وباسل فليحان ورفاقهما، وكذلك ورثة جورج حاوي وسمير قصير وكل ضحايا نظام الوصاية الذين تكلم عنهم بصراحة ووضوح البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير. اذ هو اراد من خلال عظته الاخيرة ان يفضح بصراحة هذا النظام الذي وقف وراء الاعمال الارهابية التي تدينه.

لقد حان الوقت لأن نضع حداً لخوفنا ولطيبة قلبنا التي دفعنا ثمنها غالياً وغالياً جداً، ولنواجه كل هذه المسرحيات الكاذبة للنظام الامني السوري، متسائلين: الم يحن الوقت لهذا النظام الاستبدادي لأن يستيقظ من سكرته ويعود الى رشده؟

 

44949.jpg

... ليكتمل الاستقلال

كانت لعيد الاستقلال هذه السنة "نكهة" مختلفة عن كل السنين الماضية.

فقد شعر اللبنانيون أن للعيد معنى، بل معاني. كما شعروا فعلاً أنهم استحقوا الاحتفالات التي خرجت للمرة الأولى منذ ثلاثين عاماً من إطارها الفولكلوري الذي كان يغطي واقعاً غير فولكلوري: واقع الاحتلال والوصاية!

ولكن، على رغم الفرحة الكبرى التي كانت تغمر قلوب اللبنانيين كان الحزن حاضراً لأن حلم استرجاع الاستقلال والسيادة والحرية الذي كلّف الوطن طوال ثلاثين عاماً أكثر من مئتي الف شهيد، لم يتحقق إلا بعد استشهاد الرئيس رفيق الحريري ورفاقه متوجين قافلة الشهداء الذين سقطوا ليحيا لبنان.

لقد اختلطت في الذكرى مشاعر الفرح والحزن، والامل والخوف، والارتياح والقلق!

فالشعب اللبناني يعرف ان استقلاله لا يزال يزعج الكثير الكثير ممن اعتبروه هزيمة لأحلامهم الجهنمية فراحوا يتوعدونه بالخراب من خلال اعلان حرب مفتوحة على حريتنا وسيادتنا واستقلالنا.

والشعب اللبناني كذلك يعتبر انه على رغم زوال قوات الاحتلال والوصاية من لبنان (ما عدا مزارع شبعا التي بدت خارج سيادة الدولة اللبنانية بسبب احتلال جيش العدو الاسرائيلي، اضافة الى عدم ارسال سوريا الى لبنان الوثائق المطلوبة لاعترافها رسميا بأن المزارع لبنانية) فان سيادتهم لن تكون كاملة قبل عودة الأسرى والمفقودين اللبنانيين من السجون السورية والاسرائيلية، ولن تكون كاملة قبل ان تحرر، اضافة الى "مزارع شبعا" بل قبلها – "مزارع بعبدا" من رمز سلطة الوصاية السورية في لبنان الرئيس اميل لحود، الذي أطل علينا دون خجل بـ"خطاب رئاسي" عشية الاستقلال فيما كان اللبنانيون ينتظرون منه رسالة استقالة علنية استجابة منه لنداء انتفاضة 14 آذار الشعبية، انتفاضة الاستقلال التي لولاها لما تحقق الحلم.

ولكن، ويا للأسف، جاء خطاب الرئيس لحود ليؤكد لنا ما كان قاله من قبل الرئيس السوري بشار الاسد في خطابه الذي اعلن فيه الحرب على لبنان، بأن سلطة الوصاية لا تزال متمسكة بتنفيذ خطتها الهادفة الى وضع اليد مجدداً على لبنان مهما يكن الثمن!

لن نتوقف هنا عند الكلام المضحك المبكي لرئيس سلطة الوصاية  الذي حاول ان يعطينا دروسا في احترام الدستور بقوله انه لا يجوز ان يجيّر او يغيّر لمصلحة شخص؟ وهل نسي هو ان سلطة الاحتلال عينته رئيسا وممثلا لها في لبنان من خلال تعديل الدستور قسرا بالتهديد والوعيد مما جعل تعديله غير شرعي وغير قانوني؟

وحبذا لو يطبّق الرئيس لحود على نفسه ما كُتب له وقرأه في خطابه الشهير حول احتكامه فقط الى الشعب.

كيف يريدنا الرئيس ان نصدقه عندما يخدع هو نفسه بتجاهله ما قاله الشعب اللبناني يوم 14 آذار وما زال يقوله حتى اليوم وغدا وبعده: لا لبقايا سلطة الوصاية السورية في لبنان، ونعم لرئيس جديد للجمهورية!

وهو يخدع نفسه كذلك اذا لم يفهم معنى مقاطعة  حركة 14 آذار استقبال بعبدا.

اذ لم يكن ممكنا، احتراما لكرامتنا وكرامة الشعب  الذي انتفض يوم 14 آذار، ودماء الشهداء، ان نشارك في بهجة عيد استرجاع استقلالنا وسيادتنا وحريتنا، بمصافحة ومعايدة من كان ولا يزال رمز الانتقاص من الاستقلال والسيادة والحرية ورمز الوصاية السورية في لبنان. الرجل الذي ساهم في ارسال مواطنينا الى السجون السورية  وابقائهم هناك. كما ساهم في تغطية جريمة الاجهاز على ابطال الجيش في اليرزة ودير القلعة يوم كان قائدا للجيش وبعدما صار رئيسا للجمهورية.

وكيف لنا ان نصافح اليدين اللتين حبكتا الشبكات الامنية  اللبنانية – السورية وما تبعها من مافيات وتغطية للفساد والصفقات والتفليسات.

فهل كان من المعقول ان نعيّد او نصافح يدي من هو نقيض العيد ومعانيه؟

على اي حال ان وجود آخر "حصان طروادة" للنظام الامني السوري – اللبناني،  لم يمنع الشعب اللبناني من ان يفرح بما استحقه  عن حق وحقيقة. الاستقلال والسيادة والقرار الحر.

ولكن علينا ان نعي ان الاستقلال لا يمنع الوصاية والاحتلال وقد مررنا بتلك التجربة بعدما نال وطننا استقلاله عام 1943 على ايدي ابطال في مقدمهم الرئيسان بشارة الخوري ورياض الصلح اللذان كرسّا بتحالفهما الوحدة الوطنية التي وحدها تحصن استقلالنا وسيادتنا وحريتنا.

وقد استهدف المتآمرون على لبنان، منذ نشوئه، تلك الوحدة التي لم تتمكن العهود والحكومات السابقة من الدفاع عنها او الحفاظ عليها، بسبب آدائها السياسي الرديء.

لذلك يجب ان نعرف اليوم كيف نحافظ على استقلالنا من خلال زرعه في النفوس، واستلهامه في تحقيق التماسك والتفاعل والتكامل بين كل مكونات الوطن.

ان المحافظة على الاستقلال تكون بتعزيز ايماننا به وبوحدتنا، تماما كإيماننا بالله، ذلك الايمان النابع من العقل والقلب معا والذي عبّر عنه قلب مجروح آخر مساء امس من قلوب اللبنانيين الشهداء الاحياء، قلب مي شدياق التي تكلمت باسمنا جميعاً لتؤكد ان اللبنانيين ثابتون على العهد ومتمسكون برسالتهم الحضارية وبأرضهم المقدسة، ولتذكّر من لا يريد ان يتذكر ان هذا الوطن محكوم بالحياة الابدية لا بالموت، وبان تحقيق استقلالنا وسيادتنا وحريتنا قد كلفتنا غالياً، شهداء سقطوا، واحياءً واجهوا الموت بقوة الصمود والتصدي والايمان.

... لقد بث قلب الشهيدة الحية مي شدياق امس رسالة اعتزاز باسم قلوب شهداء لبنان، رسالة فرح وايمان، تؤكد فعل القيامة... قيامة وطن يفتخر بشعبه وشعب يتمسك بوطنه حتى الشهادة !

44945.jpg

خطاب الأسد اعلان حرب على لبنان

واللبنانيون مستمرون في معركة الاستقلال

 

انتظرنا من خطاب الرئيس بشار الاسد أن يكون المحطة، والخطوة الاولى لفتح صفحة جديدة ايجابية مع لبنان واللبنانيين. ولكن، ويا للأسف، فان الخطاب لم يكن على مستوى المنصب، وجاء بمثابة اعلان حرب جديدة على لبنان واللبنانيين!

بكل بساطة وصراحة، كنا ننتظر تبشيراً بالسلم، وإذ بالرئيس السوري ينذرنا بالحرب على انتفاضة الاستقلال، وعلى الشعب الذي ثار مطالباً بحقه في معرفة الحقيقة، وفي ان يعيش حراً وسيداًً ومستقلاً، وعلى السياسيين الذين وقفوا بجانب هذه الانتفاضة، وعلى الاعلام اللبناني الحر بمؤسساته وأفراده!

لقد فاجأنا الخطاب بتحريضه على الدولة اللبنانية الجديدة التي انبثقت من انتخابات نيابية جرت للمرة الاولى خارج الوصاية السورية. وقد شكك الرئيس الاسد بهذه الانتخابات ووجه كلاماً مهيناً الى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة، وعبره الى النائب سعد الحريري وآل الحريري، كما وجه كلاماً مهيناً الى السلطة التشريعية والأكثرية النيابية والى كل من اشترك في حركة 14 آذار وناضل طوال السنين الماضية من أجل تحقيق حلم السيادة، معتبراً هؤلاء أبواقاً للاستعمار ينفذون سياسته وسياسة العدو الاسرائيلي!!!

بمعنى آخر ان الرئيس الأسد "حلّل دم" كل هؤلاء، وكلامه يندرج في خانة التهديد المباشر لمجموعات كبيرة من المواطنين والسياسيين والاعلاميين. ولم يكتف بهذا المقدار من التحدي للشعب اللبناني، بل حاول بكلامه التحريضي شق الصف الداخلي وخلق محاور سياسية وحتى مذهبية جديدة بهدف القيام بانتفاضة مضادة لانتفاضة الاستقلال، ومتوعداً بأن يقوم بكل ما في وسعه كي تنتصر هذه "الانتفاضة المستوردة من سوريا" على انتفاضة اللبنانيين. الامر الذي يهدد بجولات عنف جديدة ضد الوطن والمواطنين!

واللافت في هذا السياق أيضاً المقارنة غير المنطقية والمقاربة غير الصحيحة اللتان اجراهما الرئيس الأسد في خطابه بين انتفاضة الاستقلال واتفاق 17 أيار، وهذا بهدف التحريض على الانتفاضة اللبنانية الوطنية الجامعة. فكأنه حدد صراحة ان هدف سوريا الأول اصبح اسقاط انتفاضة الاستقلال واجهاض حلم السيادة اللبنانية والوحدة المقدسة التي تجلت يوم 14 آذار بعدما "طفح كيل" اللبنانيين نتيجة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه.

ergebrantueni.jpg

معركة تحرير الرئاسة الأولى

 

نتفهم ونفهم تماماً بيان المطارنة الموارنة الذي صدر امس وجدّد تمسّكه بالدستور اللبناني في الموضوع الرئاسي.

فهذا الموقف الجديد – القديم اتخذته بكركي يوم عُدّل الدستور تحت سطوة الترهيب السوري من اجل التمديد للرئيس اميل لحود. وكان لبكركي آنذاك موقف واضح يرفض التعديل كما يرفض التدخل السوري.

فبكركي كانت وستبقى، وعن حق، تتمسك بمبدأ احترام القوانين وفي مقدمها الدستور. وانطلاقا من هذا المبدأ بالذات نلتقي وبكركي في رفضنا المشترك لأي عمل انقلابي على الدستور كالذي حصل صيف 2004 واعقبته، بسبب رفض هذا العمل الانقلابي، محاولة اغتيال مروان حماده ثم اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه.

وعلى هذا الاساس نعود لنذكّر ايضاً وايضاً بأن مبدأ تعديل الدستور مرفوض كما مبدأ اسقاط رئيس الجمهورية في الشارع، بطريقة انقلابية.

لكن هذا لا يعني ابداً ان نمتنع عن المطالبة، وعن حق، بأن يستقيل الرئيس لحود الذي مُدّد له بطريقة غير قانونية وغير دستورية وبتدخل وتهديد مباشر من النظام السوري، نظام الوصاية يومها.

وهذا يعني ان الرئيس لحود هو اليوم امتداد للنظام السوري، نظام الوصاية والاحتلال، ويمثل فعلاً ما تبقى من متعاملين مع هذا النظام في لبنان.

بمعنى آخر، ان وضع الرئيس لحود يشبه وضع الماريشال بيتان في فرنسا الذي تعامل مع الاحتلال النازي خلال الحرب العالمية الثانية، كما يشبه وضع كل رؤساء المعسكر الشرقي الذين كانت تعيّنهم سلطة الوصاية السوفياتية وقد سقطوا يوم سقط الاتحاد السوفياتي ومعه كل الانظمة التوتاليتارية المخابراتية القمعية التي كانت صنيعته.

ولا نريد ان يُفهم كلامنا انه يستهدف موقع الرئاسة الاولى او موقع الطائفة المارونية الكريمة، او المسيحيين خصوصاً واللبنانيين عموما.

لأن مطالبتنا برحيل الرئيس لحود تأتي دفاعا عن موقع الرئاسة الاولى والموارنة والمسيحيين، لأن بقاءه في الحكم هو الذي يؤثر سلبا على الرئاسة والمذهب والطائفة، بل على لبنان عموما.

فقد افقد اميل لحود الرئاسة قيمها ودورها ورسالتها.

اذ على رئيس الجمهورية في لبنان ان يجمع لا ان يفرّق ويمثّل كل فئات الشعب لا فئة معينة منه، ويقوم بدور الحكم ويكون خصوصاً امينا على الدستور والسيادة والاستقلال.

اما الواقع فمختلف تماماً. لأن الرئيس لحود قد فقد دوره كليا، ولم يكن مرة حَكَماً، ولا ممثلا لاكثرية اللبنانيين ولا لاكثرية الموارنة او المسيحيين. وهو اليوم طرف اساسي، اذ انه يمثل النظام الامني السوري في البلد، وهو يحتمي بالدستور ليستمر في موقعه ودوره، مؤمّنا العمق اللوجيستي والوجود السياسي لهذا النظام المتهم اليوم دولياً بالضلوع في اغتيال زعيم لبناني كبير، وزعيم عربي وسنّي ذي وزن دولي.

ولا ننسى ان الرئيس لحود تنازل عن دوره ورسالته وقسمه يوم خالف الدستور وساهم في طعنه لمصلحته الشخصية، ومصلحة دولة غريبة، ويوم ساهم في ضرب ميزات لبنان من طريق اقامة نظام امني على حساب الديموقراطية والحرية. وكان شريكا خصوصا في ترسيخ الوصاية السورية، بل الاحتلال، وتعريض لبنان للتذويب والغاء سيادته واستقلاله، تنفيذاً لاوامر الباب العالي في دمشق!

واننا نتوجه الى المتمسكين بالرئيس لحود بالسؤال الآتي: هل دور رئيس الجمهورية اللبنانية تأمين الغطاء السياسي للنظام السوري والدفاع بكل شراسة عن الاركان اللبنانيين لهذا النظام والذين اوقفهم القضاء بتهمة التآمر لاغتيال الرئيس الحريري، وهم كانوا اقرب اعوانه ونعني الرئيس لحود؟

فنحن هنا لا نتهم الرئيس لحود، حتى اشعار آخر، بأنه شارك في اغتيال الرئيس الحريري، ولكننا نتهمه بأنه يغطي المتهمين مباشرة وهذا يعني أنه متهم بتغطية جريمة ومجرمين، مما يقود الى اعتباره معنويا وقضائياً – لولا تمتع الرئيس بحصانته – تعاوناً مباشراً في الجريمة!

فهل يجوز ان يكون على رأس الجمهورية الجديدة المتحررة من الاحتلالات، بعد انتفاضة الاستقلال، شخص عيّنه الاحتلال من اجل تغطية الجرائم وتكريس الوصاية والعمل لالغاء لبنان وخصوصيته؟

بل هل يجوز ان يصبح موقع الرئاسة الاولى معزولاً دولياً بسبب وجود اميل لحود في سدة الرئاسة؟

واي ذنب ارتكبت الطائفة المارونية والمسيحيون عموما حتى يفرض عليهم عزل سياسي على مستوى الدولة، بينما اميل لحود متربع في سدة الرئاسة حلفاؤه الوحيدون في العالم اثنان هما بشار الاسد والرئيس الايراني، وكلاهما معزولان دوليا؟ فيا له من حلف ثلاثي!!

وهل من المعقول في هذه الظروف الدولية والعربية الدقيقة ان يقال ان موقع الرئاسة الاولى العائد الى المسيحيين يساهم اليوم في تغطية جريمة العصر في العالم العربي، الجريمة التي وصفها المجتمع الدولي بالارهابية، متحديا العدالة الدولية والمجتمع الدولي بأسره؟

وهل تخدم هذه السياسة موقع الرئاسة الدور التاريخي للمسيحيين المشرقيين؟

إلا إذا كان نظام الوصاية والاحتلال أراد من خلال هذا الدور الذي أُسند الى لحود والذي يقضي بتمسكه بالرئاسة، ضرب خصوصية المجتمع اللبناني التعددي ودور المسيحيين المشرقيين ورسالتهم في العالم العربي؟

حيال مؤامرة كهذه تصبح بقية التهم في حق الرئيس لحود ومحيطه، وصولا الى اقربائه واصدقائه، وبالاخص تلك التي ثبت دوليا من خلال التحقيقات انها حقيقية مثل فضيحة كوبونات النفط التي طاولت عائلته، تصبح كل التهم بالفساد والصفقات وتبييض الاموال وسائر الاعمال المافياوية ثانوية!

eftg.jpg

"لماذا يكذب النظام ؟"

 

عندما نستمع الى اوركسترا رد النظام السوري على تقرير المحقق الدولي في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ديتليف ميليس، نتذكر مقالاً كتبه أحد شهداء الصحافة اللبنانية الكبار اتهمت اجهزة هذا النظام باغتياله. نتذكر مقال سليم اللوزي وعنوانه: "لماذا يكذب النظام؟".

والمؤسف انه بعد ربع قرن على كتابة هذا المقال لا يزال النظام السوري يتّبع السياسة نفسها والاداء عينه، بحيث يبقى السؤال الدائم: لماذا يكذب النظام؟

فالى متى سيبقى هذا النظام وأعوانه و"أزلامه" يواجهون الحقيقة بالكذب والبلف واللف والدوران؟

ألم يكن من الافضل لهذا النظام ان يغيّر اداءه في الداخل ومع الخارج القريب والشقيق والبعيد؟

والى متى نبقى نحن في لبنان ساكتين، خائفين من قول الحقيقة، كل الحقيقة، ووضع النقاط على الحروف، وصولا الى الحد من الاداء المسيء الينا والى سوريا والعرب اجمعين؟

وهل سنستمر في مواجهة لامبالية لكل انواع الاكاذيب التي تقال في حقنا وباسمنا وعلى حساب دماء شهدائنا وكرامتنا وسيادتنا، وعلى حساب تلك الحقيقة المقدسة؟

وهل سنبقى ساكتين عما سمعناه على لسان مندوب سوريا في الامم المتحدة الذي ادعى ان بلاده "أنقذت" لبنان واللبنانيين وساعدتهم في محنتهم، كما كانت بجانب الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟

والى متى سنسكت امام الاكاذيب التي تقال باسمنا؟ وعن اي مساعدة للبنان تكلم المندوب السوري في الامم المتحدة؟

وهل ثمة من نسأله مثلاً، وبكل صراحة، ان يكشف الحقيقة عن اغتيال كمال جنبلاط؟

وماذا لو قرر وليد جنبلاط وليته يقرر – ان يقول الحقيقة، كل الحقيقة، حول اغتيال والده على يد النظام السوري؟

وعن اي مساعدة سورية للبنان تتحدث يا حضرة المندوب؟

ثم ماذا لو قرر آل اللوزي الحديث عن حقيقة اغتيال سليم اللوزي؟

بل لماذا لا نسأل آل طه عن حقيقة اغتيال النقيب رياض طه؟

ثم نسأل آل خالد عن حقيقة اغتيال المفتي الشيخ حسن خالد؟

وماذا  عن اغتيال محمد شقير وناظم القادري والرئيس بشير الجميل؟

وحبذا لو تقول لنا الوزيرة نايلة معوض الحقيقة حول اغتيال زوجها الرئيس رينه معوض!

ولا لزوم هنا للتذكير بكل الاغتيالات التي حصلت في لبنان منذ اندلاع الحرب على لبنان وطالت لبنانيين شرفاء. فهل كان كل ذلك من باب مساعدة لبنان وانقاذه؟

فمن تراه يزوّر الحقيقة، تقرير لجنة التحقيق الدولية التي اثبتت تورط النظامين الامنيين السوري واللبناني في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ام النظام السوري، ومن يتكلم مدافعا عن امور لم يعد من الممكن الدفاع عنها؟

ثم من يزوّر الحقيقة؟ لجنة التحقيق الدولية ام وزير خارجية سوريا الذي بعث الى اللجنة برسالة مضللة؟

وكيف نصف شهادة السفير وليد المعلم التي تناقض تماماً تسجيلاً صوتياً – نعم تسجيل صوتي – لجلسته الشهيرة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟ فمن هو المزوّر هنا؟

وعن اي مبادئ يتكلم النظام السوري في رده على لجنة التحقيق الدولية؟ عن مبادئ القتل والخطف، عن مبادئ التعذيب في سجون البوريفاج وعنجر وضهور الشوير والمزّة وغيرها، عن مبادئ تبييض الاموال مع شركائه في النظام الامني اللبناني واقربائهم بواسطة مصارف وجدت لهذه الغاية بالذات؟ ام عن مبادئ حماية المافيات، مافيات سرقة السيارات ومافيات تجارة المخدرات ومافيات تهريب اموال العراق ومافيات تصريف كوبونات النفط؟!!!

... يا لهذه المبادئ الديموقراطية والنبيلة التي دافع عنها هذا النظام في لبنان!

ان ساعة الحقيقة دقت ولا لزوم للاستمرار في الكذب والتكاذب، ولا نفع في اعتماد اساليب الترهيب عينها للرد على كشف الحقيقة.

ان القضية المطروحة اليوم ليست قضية شخصية بين آل الحريري وآل الأسد، بل هي جريمة ارتكبت في حق لبنان والعالم العربي ووصفها المجتمع الدولي بالعملية الارهابية.

لذلك فأن مسؤولية مجلس الامن متابعة هذه القضية حتى النهاية، بهدف كشف المجرمين، وليس ضرب أشخاص او شعب بكامله. والمجرمون، اياً كانوا، يجب كشفهم هم ومن وراءهم ومحاكمتهم ومحاسبتهم على ما اقترفته ايديهم.

ويجب ان يكون واضحاً ان لبنان والمجتمع الدولي لا يستهدفان في هذه القضية سوريا ولا شعبها، بل مجموعة من الارهابيين القتلة الذين يجب ان يقدموا الى المحاكمة وينالوا الجزاء العادل.

وفي اعتقادي ان الشعب السوري بريء من هذه الجريمة الارهابية وما يتفرع عنها. وهو اقرب الى اللبنانيين منه الى حاشية النظام الذي يحكمه.

والمطلوب واحد وبسيط: تسليم المجرمين لمحاكمتهم امام محكمة دولية، فوحدها تؤمّن الشفافية والصدقية بعيداً من اي محاولة ضغط او ابتزاز يمكن ان يتعرض لها اي قاض او محام او شاهد وحتى اي مشتبه فيه.

تلقيت رسالة الكترونية من مواطنة سورية تقول فيها: "(...) انني آسفة لكل ما فعله النظام السوري في حق الشعب اللبناني. وآسفة كذلك للذل والتسلط والاستبداد ولوضع اليد والقمع والهيمنة. كما آسف لاغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه وآخرين وآخرين، قبل الاغتيال وبعده. وآسف لمحاولة النظام السوري اغتيال روح لبنان وكرامته، وهي محاولة لم ولن تنجح. وآسف ايضا لشراسة النظام السوري ودمويته وحماقته. وآسف كذلك لانني اليوم لا يمكن ان اعبّر عن رأيي بحرية، واشعر بالذل والارتباك لأني بعيدة كل البعد عما جرى وبريئة كشعبي من كل تلك الجرائم التي ارتكبها النظام فيه".

ان هذه الرسالة تعبّر في رأيي عن حقيقة الشعب السوري الشقيق والمشتاق هو ايضاً الى كشف كل الحقائق!

وهي اوضح ردّ على كل الذين يحاولون اليوم اثارة فتنة بين الشعبين اللبناني والسوري فضلاً عن انها تؤكد للجميع أن كل محاولات زرع الفتن داخل لبنان وبين لبنان وسوريا ستبوء بالفشل ولن تجدي!

لقد دقت ساعة الحقيقة وسقطت معها كل الاقنعة.

والحق وحده سينتصر في لبنان، وفي سوريا كذلك.

fhyjkuykdrytukhd.jpg

غداً يبدأ عصر جديد

 

غداً يوم تاريخي ومفصلي في لبنان وسوريا والعالم العربي. يبدأ معه لبنان الجديد وسوريا الجديدة، والشرق الأوسط الجديد.

غداً تنطلق عدوى الحقيقة من لبنان الى العالم العربي، مروراً بسوريا، لتحرر كل من قمعته الانظمة التوتاليتارية وذلته انظمة الحزب الواحد، والمافيات، والجرائم المنظمة!

ومع هذا اليوم يتحرر لبنان من كابوس دام ثلاثين عاماً. كابوس الخوف وذل الاحتلال والوصاية، ومحاولة قتل الديموقراطية والحرية واغتيال وطن وشعب.

غداً، مع كشف الحقيقة، تسقط آخر اقنعة الاجرام والمجرمين في حق لبنان والعالم العربي!

لذلك لا لزوم للتوسع في هذا المقال حول سيناريو الانتحار المبرمج لغازي كنعان، ولا حول مقابلة الرئيس بشار الاسد مع محطة الـ"سي.ان.ان." وهي مقابلة تميزت بمجموعة من التناقضات فضلا عن سطحية الاجوبة. فالانتحار والمقابلة يدلان على حقيقة واحدة هي ان النظام السوري مرتبك،  وخائف، ومورّط، ومستمر في ارتكاب الاخطاء التي يقع فيها عادة اي "مرتكب" مع اقتراب صدور نتيجة التحقيق وكشف الجناة!

فليس مهماً التوسع اليوم والتكلم على هذا النظام الذي باتت أيامه معدودة. فالاهم هو التكلم على مستقبل لبنان ومستقبل سوريا الذي بدأت ترسمه تحركات المعارضة السورية وبالاخص بيانها المشترك الذي هو بمثابة بلاغ رقم 1 في تاريخ سوريا الديموقراطية الجديدة.

يبدو بكل بساطة ان عدوى حركة 14 آذار التاريخية انتقلت الى سوريا حيث يشكل بيان المعارضة اليوم الانتقال الحقيقي والجذري نحو سوريا واحدة، ديموقراطية للمرة الاولى منذ نصف قرن.

فقد شاء البيان ترسيخ الوحدة الوطنية السورية، محترماً التنوع والتعدد السياسي والطائفي في البلاد، والالتقاء حول مبادئ الديموقراطية والحرية والوحدة.

ويلفت ما جاء فيه حول العلاقات بين لبنان وسوريا، انطلاقا من ضرورة تصحيحها لتكون على اساس احترام السيادة والاستقلال ومصالح الشعبين والدولتين! وهنا يجب التركيز على عبارتي "الشعبين" و"الدولتين" اللتين وردتا في البيان. وهذه نقطة سيادية ايجابية تجاه لبنان والشعب اللبناني لم نألفها في خطابات حزب البعث.

والمهم ايضا وايضا هو ان المبادئ نفسها التي يطالب بها الشعب اللبناني ويعتمدها، تطالب بها المعارضة السورية: بمعنى آخر لقد اصبح الكلام اللبناني الذي كان يُعتبر في الماضي بمثابة خيانة عظمى، مطلباً وطنياً شعبياً سورياًً .

وهذا يعني ان المعارضة السورية تتكلم لغة 14 آذار، لأنها لغة الديموقراطية والحرية.

وبما اننا والمعارضة السورية نتكلم لغة واحدة، فان هذا الامر يشكل في ذاته افضل ضمان لقيام احسن العلاقات بين لبنان وسوريا الجديدة، تماما كما كانت الحال في المراحل الثلاث التي عاشت فيها سوريا تجربة الديموقراطية والوحدة الوطنية اعوام 1920 و1943 و1954. يومها كانت العلاقات مع لبنان الأفضل والاكثر ايجابية. وقد تدهورت هذه العلاقات مع تدهور الديموقراطية في سوريا اثر قيام النظام التوتاليتاري البعثي الذي استمر الى يومنا هذا.

وهذا يدل بوضوح على ان الاستقرار تضمنه الانظمة الديموقراطية الحرة، لا الانظمة التوتاليتارية العسكرية. وفي ذلك رد على من كان يدّعي ان حزب البعث وحده يؤمن الاستقرار السياسي والامني والاجتماعي، كما يوفر الطمأنينة للوحدة والعيش المشترك والمساواة، ويقطع الطريق على التطرف والتيارات الاصولية. من كان يدّعي كل ذلك كان على خطأ لأن تاريخ ممارسة هذا الحزب في العالم العربي وسوريا ولبنان أثبت العكس تماماً .

اذ لا استقرار في الشرق الاوسط من دون ديموقراطية، ولا ديموقراطية في العالم العربي وفي العراق خصوصاً من دون الحفاظ على لبنان الديموقراطي، والانتقال بسوريا من نظام الحزب الواحد الى نظام ديموقراطي تماما كما طالبت به المعارضة السورية في بيانها التاريخي.

وعلى المجتمع الدولي ان يدرك هذا الواقع ويقوم بدوره كاملا لتحقيق هذا المطلب من خلال تحريك اجهزة الامم المتحدة وتفعيلها وبالاخص مجلس الامن الدولي.

ولقد اكدت المعارضة السورية، في بيانها، ان البديل من حزب البعث ونظامه في سوريا ليس الاصولية الاسلامية او التطرف. ولقد كان البيان واضحاً حول احترامه تعددية المجتمع السوري، كما كان موقف الاخوان المسلمين لافتا اذ قالوا انهم لا يطمحون الى الاستيلاء على الحكم في سوريا حتى وإن مثلوا الاكثرية، وهم لا يمثلونها كما قالوا، ولكنهم يطمحون الى حكم يشترك فيه الجميع بالتساوي. وهذا الموقف يسقط نهائيا ادعاءات نظام البعث الذي كان يحاول دائما ابتزاز الجميع من خلال تخويفهم بادعاءاته حول خطر استيلاء الاصوليين على الحكم في سوريا.

وقد عكس بيان المعارضة السورية توق الشعب السوري الى الديموقراطية، وشوقه الى التغيير. ونحن بكل بساطة معه وبجانبه لأننا عانينا معا القمع والقتل والتهجير والذل والاجرام والسرقات والصفقات والمافيات.

وبالعودة الى لبنان والى اليوم التاريخي الذي سيشهد تسليم ميليس مجلس الأمن تقريره، الذي  لن يكون رمادي اللون، كما قال البعض او تمنى، فاننا نريد ان نؤكد ان لبنان يحترم المجتمع الدولي ويشكره لأنه وقف بجانبه وبجانب الحق من اجل كشف الحقيقة ولئلا يسمح بعد اليوم بان ترتكب جريمة او عملية ارهابية كاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري دون ان يُكشف ويُلاحق ويُعاقب من نظّم وحرّض وساهم ونفّذ!

ان كشف الحقيقة يعني بكل بساطة ان لا حماية بعد اليوم للمجرمين، ايا كانوا، واينما كانوا، وهذه خطوة جديدة واساسية في الشرق الاوسط!

وكشف الحقيقة صباح غد سيحرر اللبنانيين والعالم العربي والعالم كي لا يبقى ثمة حاجز بيننا وبين الحق والعدالة.

والحق يقول: لا لأي مساومة او مقايضة او صفقة كما حصل في عملية لوكربي، لان الجريمة الارهابية التي حصلت يوم 14 شباط لم تكن تستهدف آل الحريري فحسب، بل استهدفت ايضاً لبنان والعالم العربي والقضية العربية والعالم، ولأن رفيق الحريري لم يكن رئيساً لحكومة لبنان وزعيما لبنانيا فحسب، بل كان ايضاً زعيماً سنياً وعربياً ودولياً !

فهل من يقبل بعد كشف الحقيقة يوم غد، وأيّا تكن نتيجة التحقيق انطلاقا من احترامنا الكلي للجنة الدولية – هل من يقبل بأن نساوم او نوافق على اي صفقة في جريمة بهذا الحجم؟

طبعا لا، لأن المطلوب لبنانياً وعربياً ودولياً وانسانياً شيء واحد: المحاكمة والمحاسبة!

غدا تفتح صفحة جديدة في تاريخ وطننا والمنطقة، ومعها ينتهي عصر ويبدأ عصر لا مكان فيه للمجرمين والانظمة المجرمة بحق الاوطان والشعوب والانسانية.

gfmnjk.jpg

 
 
 
 
 
And You Can Also Check The English Version For More Pictures...
 
 
 
 
 

11265505.jpg

fh44949.jpg

fdgd44947.jpg

hj44946.jpg

vb44945.jpg

44879.jpg

Welcome To CHERMINE'S Website
Don't Forget To Go Back
to My Home Page To
Sign My Guestbook!!