وهكذا غاب ذلك النور,
ذلك النور الذي أضاء ظلام
لبنان,
غاب ذلك القائد الذي
بإيمانه زرع القوّة في
قلوبنا, غاب تاركاًً وراءه
سلسلة من التساؤلات: أين
نحن الآن؟ مَن بعدَه؟
مَن سيضيئنا؟... ولكن ليس
هنالك من أجوبة...
فقط سكونٌ وفراغ, أنينُ
أمل في جلجلة القهر والعذاب...
أيجب القول " يا للأسف"
أو "يا للسخرية"؟
سرعان ما تتواجد الأجوبة,
وسرعان ما تتلاشى في السراب...
سرعان ما ينزرع ذلك الأمل,
وسرعان ما نحصد اليأس...
لقد سلبوا منّا أحلامنا,
مستقبلنا, آمالنا, حريّتنا..
يريدون سلخنا من حضن وطننا.
ولكن! هنالك صوت يدوّي
في قلوبنا, لعلّ ذلك هو
صوت التجديد والتفاؤل
اللّذين زرعهما
"رفيق الحريري"
على مرّ سنواته في العطاء
اللامتناهي, في القيادة
إلى الأفضل ودائماً إلى
الأعلى!!
طالما ذلك الصوت متغلغل
في قلوبنا و عقولنا, طالما
هنالك الكفاح.. ذلك صوت
رفيقنا الشهيد الذي ما
زالت روحه تحلّق في سماء
لبنان تنادي اللبنانيين
أن يجعلوا من القوّة لباسهم,
والحريّة هدفهم, والكرامة
مذهبهم, تنادي لرفع الأعلام
اللبنانيّة ليسمع كلّ
إنسان, كلّ حيّ, كلّ ميّت,
كلّ شهيد دفع دماءه فداء
الوطن, وكلّ أصمّ صوت الحريّة
ووحدة الشعب!!
لعلّ بذلك نحقّق حلم
"رفيق الحريري" الأب, الأخ,
المعلّم, القائد, ونحقّق
حلم كلّ لبنانيّ, ولعلّ
بذلك نضع حدّاً لكلمة
"نعم" ونحصد كلمة "لا", ولعلّ
بذلك أيضاً ننهي فترة
الظلام والضعف واليأس
والعنف والأسر المتغلغل
في أرضنا, الأرض التي أضحت
أسيرة جلجلة عذابنا, ذلك
العذاب المسمّر على خشبة
اللآلام!
نعم, لقد حان الأوان لمشاهدة
فجر جديد, فجر الأمل, إذ
بعد كلّ غياب شمس وبعد
كلّ ظلمة ليل ينزرع نور
جديد, نور التفاؤل, نور
الرفيق الدائم الحيّ
فينا والخالد أبداً!
نعم لقد مات "رفيق الحريري"
ولكن بجسده فقط , إذ بموته
ستتحقّق أحلامه,تتجدّد
آماله, وستدوّي كلمته
وصوته إلى ما دون نهاية...
ونعم! لقد كان "رفيق الحريري"
شمعتنا المضيئة, تلك الشمعة
في مهبّ الريح, التي انطفأت
ولكن ستُضاء من جديد باعثة
نورها إلى المشرق العربي
وإلى العالم بأسره, واضعة
نهاية الظلمة وبداية
كلمة الحقّ والنور!...
بقلم شرمين بحّوث